بعدما صادق البرلمان على قانون المالية رغم استمرار مفاوضات النقابات التعليمية مع الحكومة، تنسيقية الثانوي التأهيلي تقطع خيط الرجوع إلى الأقسام وتتبنى خيار التصعيد
بعدما توقع الجميع أن يتحلحل ملف أزمة حراك أسرة التعليم في المغرب، التي دخلت في سلسلة من الإضرابات المتوالية عن العمل احتجاجا على مضامين النظام الأساسي الجديد لموظفي قطاع وزارة التربية الوطنية ناهزت الشهرين، هاهي التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي تخرج ببيان شديد اللهجة لمجلسها الوطني يقطع الطريق أمام أي رجوع محتمل للأقسام بعد انقضاء فترة العطلة البينية الأولى التي ستنتهي يوم العاشر من دجنبر الجاري.
فبعدما اجتمعت اللجنة الحكومية مع النقابات الأكثر تمثيلية يوم الأربعاء ورجعت للإجتماع مع السيد فوزي لقجع يوم الخميس في انتظار استكمال آخر الترتيبات يوم الجمعة 8 دجنبر 2023، سارعت الحكومة إلى تمرير قانون المالية في مجلس النواب رغم عدم توصلها إلى التحديد النهائي للكلفة المالية لحوارها القطاعي مع النقابات الأربع الأكثر تمثيلية.
المجلس الوطني لتنسيقية الثانوي التأهيلي سارع إلى عقد مجلسه الوطني وخرج ببيان تصعيدي أعلن من خلاله عن تسطير برنامج نضالي يتضمن إضرابا وطنيا أيام 13 و14 و15 و16 دجنبر الجاري مع تجسيد وقفات احتجاجية أمام الأكاديميات الجهوية أو المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية يوم الخميس 14 دجنبر 2023 على الساعة 11صباحا، ومواصلة تجسيد الوقفات الجزئية لساعتين صباحا ومساء.
وقد أكدت التنسيقية على تجديد استنكارها للتضليل الذي تمارسه الوزارة عبر ماسمته بالدعم التربوي الذي جعل عناصر أجنبية تستبيح حرمة المدرسة المغربية، وهو ما اعتبرته تبخيسا للفعل التربوي ولمهن التربية والتكوين.
وعبر المجلس الوطني عن استنكاره لإصرار الحكومة على عقد حوارات وصفها بالمغشوشة والصورية، الغرض منها تجاوز نضالات الشغيلة التعليمية الميدانية وعلى رأسها إلغاء النظام الأساسي الإستعبادي.
وهكذا فقد نوهت التنسيقية بنضالات أسرة التعليم وجددت تضامنها المبدئي واللامشروط مع كل الأساتذة ضحايا سياسة التعنيف والإستهداف الإداري- الأستاذ شكيب خاي نموذجا ونددت بالقرصنة من الأجور وألحت على ضرورت استرجاع المبالغ المقتطعة.
وذكر المجلس الوطني عموم الجماهير الأستاذية بمواصلة تعليق إجراء فروض المراقبة المستمرة وتعليق أنشطة الحياة المدرسية والمواكبة والمصاحبة والتعليم عن بعد واللقاءات التربوية والتكوينات والزيارات الصفية للمفتشين والتظاهرات الرياضية واستقبال الأساتذة والطلبة المتدربين ومباريات الأولمبياد لجميع المواد مع التأكيد على الإنسحاب من مجالس المؤسسة وجمعيات دعم مدرسة النجاح والجمعية الرياضية.
وفي الختام جددت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي العزم على مواصلة التصعيد في الاشكال النضالية والإحتجاج باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق المطالب المشروعة.