مقاربة تشاركية لحماية التلاميذ وضمان حقهم في التمدرس وسط سياق وطني دقيق

مقاربة تشاركية لحماية التلاميذ وضمان حقهم في التمدرس وسط سياق وطني دقيق

هشام التواتي

في ظل السياق الوطني الدقيق الذي تشهده عدد من المدن المغربية، والمتسم بخروج تلاميذ في احتجاجات متفرقة، بعضها شابه انفلاتات مقلقة، برزت أهمية اعتماد مقاربات تواصلية استباقية تروم تحصين التلاميذ، لاسيما القاصرين منهم، من كل ما من شأنه أن يحيد بهم عن الغاية الأساسية من تواجدهم بالمؤسسات التعليمية، وهي التحصيل العلمي، والانخراط في دينامية الاجتهاد والتأطير التربوي الإيجابي.

وفي هذا الإطار، شهدت ثانوية ابن عربي التأهيلية بمديرية فاس صباح الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، لقاء تواصلياً هاماً جمع بين الإدارة التربوية للمؤسسة وممثلي جمعية آباء وأولياء التلاميذ، بحضور قائد الملحقة الإدارية واد فاس، وذلك في مسعى مشترك لتكثيف الجهود وتوحيد الرؤى حول سبل حماية التلاميذ من أية محاولات خارجية لزجهم في ممارسات غير تربوية، وتمتين جسور التعاون بين مختلف الفاعلين التربويين والترابيين.

القائد الترابي، وفي مداخلته خلال هذا اللقاء، نوه بحرص إدارة المؤسسة وجمعية الآباء على إنجاح الدخول المدرسي، وبالسمعة الطيبة التي تحظى بها المؤسسة داخل محيطها، بفضل الانخراط الجاد والمتواصل لأطرها الإدارية والتربوية، داعياً إلى تكثيف التواصل مع أولياء الأمور، وحثهم على توعية أبنائهم بضرورة التركيز على دراستهم، والابتعاد عن كل ما من شأنه تعطيل مسارهم التعليمي.

من جانبه، أبرز مدير المؤسسة حجم التحديات التي تواجهها الإدارة التربوية في ظل التزايد الملحوظ في عدد التلاميذ، حيث انتقل من 1200 تلميذ خلال الموسم الدراسي الفارط إلى أكثر من 1700 تلميذ هذا الموسم، في مقابل خصاص واضح في الأطر الإدارية، إذ لا تضم المؤسسة سوى حارسة عامة واحدة مكلفة، مما يجعل الضغط كبيراً على الإدارة، التي تواصل رغم ذلك جهودها بتنسيق مع الأطر التربوية لتحفيز التلاميذ على الالتزام والانضباط.

وقد أكد المدير أن المؤسسة، بتعاون مع جمعية الآباء، تواصل عملها حتى خارج أسوارها، في إطار شراكات مع الفاعلين الترابيين، لضمان عودة التلاميذ إلى أقسامهم ومنع التجمعات غير البيداغوجية التي قد تعرقل السير العادي للدروس.

بدوره، أشاد ممثل جمعية الآباء بالمقاربة التشاركية التي تنتهجها الإدارة الترابية ممثلة في قائد الملحقة الإدارية، وبالجهود المتواصلة التي تبذلها إدارة المؤسسة إلى جانب الأطر التربوية لضمان استمرارية التعليم في ظروف ملائمة. كما طالب بضرورة التدخل لدى الجهات المسؤولة لمعالجة الخصاص الحاد في الأطر الإدارية، بما يضمن استمرار الأداء التربوي والإداري بجودة وفعالية.

هذا اللقاء يعكس بما لا يدع مجالاً للشك، نجاعة المقاربة التشاركية والتواصلية التي تنتهجها الإدارة الترابية مع مختلف المتدخلين في الشأن التربوي، ويجسد حرصاً جماعياً على حماية التلاميذ، وتوفير بيئة تعليمية سليمة وآمنة، تضمن لهم التفرغ لتحصيلهم الدراسي، بعيداً عن أية مؤثرات سلبية أو انزلاقات محتملة.