فاس تحتفي بتميزها الجامعي: لحظة وفاء واعتراف في رحاب كلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله

فاس تحتفي بتميزها الجامعي:  لحظة وفاء واعتراف في رحاب كلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله

هشام التواتي

في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بظهر المهراز بفاس، يوم السبت 25 أكتوبر 2025، حفل التميز والاعتراف, المنظم بمركز الندوات التابع للجامعة, الذي جمع بين روح الجامعة ودفء الإنسانية. افتتح الحفل بكلمة مؤثرة لرئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، الدكتور مصطفى إيجاعلي، عبّر فيها عن اعتزازه العميق بما يحققه طلبة وطالبات الجامعة من إنجازات علمية ورياضية وثقافية في مختلف المؤسسات التابعة لها، مؤكداً أن هؤلاء الطلبة هم الثروة الحقيقية التي تراهن عليها الجامعة من أجل مستقبل واعد. وأشاد الرئيس، بالمناسبة، بما يحققه طلبة كلية الحقوق بفاس من تميز أكاديمي ورياضي، مجازين وماستريين ومشاركين في الأندية والأنشطة الفكرية، مثمناً المجهودات الجبارة التي يبذلها عميد الكلية الدكتور محمد بوزلافة وطاقمه الإداري والتربوي، وما تحقق على مستوى الكلية من إشعاع علمي وتنظيمي. كما نوه بالدور الحيوي لمجلس الكلية ومجلس الجامعة وبالآباء والأمهات الذين يواكبون مسار أبنائهم، مذكّراً بريادة الجامعة وطنياً من خلال تصنيفها المرموق ضمن Times Higher Education (THE) للسنة الثامنة على التوالي، وهو إنجاز يكرّس مكانتها كواجهة علمية مغربية رائدة.

وعاشت قاعة الحفل لحظات مبهجة ومؤثرة في آن واحد، حيث توافد الأساتذة والطلبة والموظفون والمتقاعدون وأولياء الأمور ووسائل الإعلام لتقاسم لحظة اعتراف جامعة بكل معانيها. تم خلال هذا اللقاء تكريم خريجي الإجازة والماستر المتفوقين في مختلف المسالك، والاحتفاء بالفوج الخامس من العيادة القانونية، والفوج الثالث من مدرسة التفكير النقدي، وبنشاط المرصد الجهوي للإجرام والبورصة، إلى جانب تكريم المتفوقين في الأنشطة الرياضية الذين رفعوا اسم الكلية في المحافل الجامعية. كانت لحظات تسطع فيها إنجازات الطلبة كما تسطع القيم النبيلة للجامعة المغربية الحديثة.

وفي كلمة جامعة وعميقة الدلالات، ألقى عميد الكلية الدكتور محمد بوزلافة خطاباً مؤثراً جسّد فيه روح الاعتراف والوفاء. عبّر عن امتنانه لرئيس الجامعة على دعمه المستمر، وأشاد بعطاءات الأساتذة والموظفين الذين يعملون في صمت من أجل خدمة الطلبة والرفع من جودة الأداء الجامعي. كما عبّر عن فخره بطلبة الكلية الذين يمثلون نموذجاً للجد والاجتهاد، مؤكداً أن كلية الحقوق بفاس تظل صرحاً أكاديمياً يحتفي بالعلم والإنسان معاً.

غير أن اللحظة الأعمق في الحفل كانت حين خص العميد بالذكر أساتذة وموظفين رحلوا إلى دار البقاء، فتوقفت الأنفاس في القاعة، وانحنى الصمت احتراماً لذاك الوفاء الإنساني الذي عبّر عنه بكلمات مفعمة بالعاطفة والصدق. وخصّ بالذكر صديقه الراحل الكاتب العام لكلية الشريعة بفاس، الذي وافته المنية بعد شهور قليلة من مناقشة أطروحته في القانون، في لحظة امتزج فيها الألم بالاعتزاز، والحزن بالفخر بالمسيرة الأكاديمية التي خلدها الراحل.

كما تميز الحفل بتقديم رفيع المستوى قاده الإعلامي والمحامي الأستاذ حسن شرو، الذي أضفى على الفقرات لمسة من الرقي والتوازن بين الرسمية والحميمية، فكان صوته جسراً بين الكلمات والمشاعر. ولم تغب في هذا السياق الإشادة بمجهودات الكاتبة العامة للكلية، السيدة حكيمة لغريم، التي أظهرت، بمعية طاقمها الإداري، كفاءة عالية في التنظيم والدقة وحسن التنسيق، ما جعل هذا الحفل يمرّ في أبهى صورة تليق بمكانة الكلية وجامعة سيدي محمد بن عبد الله.

لقد كان حفل التميز بكلية الحقوق بفاس أكثر من مناسبة احتفالية، كان لحظة جامعة تستعيد فيها الجامعة معناها الأصيل: فضاءً للعلم، ومجتمعاً للقيم، وذاكرةً حية للوفاء. فاس، في ذلك اليوم، لم تحتفِ فقط بالنجاح، بل احتفت بالإنسان، بالعطاء الصادق، وبالجامعة التي تُعلي من شأن المعرفة وتمنح للوطن وجوهاً جديدة من الأمل والريادة.