فاس: التعليم الخصوصي وتفعيل المذكرية الوزارية 22-001 في مواجهة كوفيد 19
بعد المنحنى التصاعدي الذي شهدته المملكة المغربية مؤخرا في عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19, خصوصا في صيغته المتحورة أوميكرون، بادرت مختلف المؤسسات التعليمية الخصوصية على مستوى المديرية الإقليمية للتعليم بفاس التابعة لأكاديمية جهة فاس مكناس، على غرار جميع المديريات الإقليمية بالجهة، إلى التنزيل الفعلي للمذكرة الوزارية 22-001 بتاريخ 3 يناير 2022.
وفي هذا الصدد، قام الفريق الإعلامي للمنصة الإلكترونية Universitatv، المتخصصة في مواكبة الشأن التعليمي المدرسي والجامعي، يوم الجمعة 6 يناير 2022, بزيارة لثلاث مؤسسات تعليمية خصوصية بالعاصمة العلمية للمملكة، من أجل الوقوف على كيفية تنزيلها وأجرأتها لبنود هاته المذكرة.
فعند زيارة المؤسسة الأولى، عاين الفريق الإعلامي ارتداء جميع المرتفقين للكمامات الواقية، إضافة إلى وجود التشوير على الأرض والملصقات التنبيهية والتوضيحية على الجدران. المدير التربوي للمؤسسة، أكد في هذا الشأن بأن الإجراءات المتضمنة في المذكرة 22-1 تم تطبيقها بحذافيرها في أول أيام الدخول المدرسي بعد العطلة البينية الأولى.
فالبرتوكول الصحي يبدأ من النقل المدرسي، ثم عند الباب، للتأكد من ارتداء التلاميذ لكماماتهم ووضعها بالشكل الصحيح، مع الحرص على ضمان تباعدهم إلى غاية ولوجهم إلى الأقسام، التي تخضع بدورها وباستمرار للتهوية والتعقيم كما نصت على ذلك المذكرة الوزارية.
المؤسسة الثانية من جهتها، وكما أعلن عن ذلك مديرها التربوي، فقد تعبأت إدارة وأساتذة وتلاميذ من أجل الضبط اليومي للوضعية داخل المؤسسة.
فالخلية الدائمة تحث باستمرار كل المرتفقين على ارتداء الكمامة، وعلى الديمومة على استعمال الوسائل المعقمة، مع الحرص على ألا يتجاوز عدد التلاميذ عشرين فردا داخل الأقسام، مع ضبط حركيتهم داخل الفصول. كما أن تجاوز نسبة التلاميذ الملقحين داخل المؤسسة لثمانين بالمائة والإنخراط الإيجابي لآباء وأمهات التلاميذ كان له الأثر الإيجابي على سير الامور بشكل جيد.
مدير المؤسسة الثالثة صرح للفريق الإعلامي ل Universitatv بأن مؤسسته التعليمية تطبق بصرامة التباعد ما أمكن، وتحث جميع التلاميذ والعاملين بالمؤسسة على لبس الكمامات.
الأقسام تخضع للتهوية وفق ضوابط المذكرة. والمؤسسة، يقول المدير، تعاقدت مع شركة تقوم بالتعقيم مرتين في اليوم مابين (14-12)، وبعد الساعة السادسة. السائقون والمرافقات يقيسون حرارة التلاميذ قبل صعودهم للسيارات، مع الحرص على ارتدائهم للكمامة.
كما أن المركب التربوي يتوفر على غرفة للحجر الصحي وغرفة للفحص وهو متعاقد منذ عدة سنوات مع طبيب يداوم يومين في الأسبوع من أجل تتبع الحالة الصحية للتلاميذ.
مؤسسات التعليم الخصوصي الثلاث، على غرار مختلف المؤسسات الخاصة بمديرية فاس، التابعة لأكاديمية جهة فاس مكناس، تتشارك في التطبيق الصارم للإجراءات الإحترازية التي تعود التلاميذ والأطقم الإدارية والتربوية والمرتفقون عليها منذ أول دخول مدرسي بعد الجائحة، والتي تضاعفت وثيرة إجراءاتها بعد المذكرة الوزارية الأخيرة 22-001. وهو ما ببين بالملموس مدى تقدير الجميع للمسؤولية، وكذا حجم التنسيق بين السلطات المحلية والصحية والتربوية وجميع المؤسسات من أجل ضمان شروط التمدرس الصحي والسليم لأبناء وبنات المغاربة.
التواصل مستمر بين مختلف الفاعلين وإشراك التلميذات والتلاميذ في تنزيل مختلف التدابير الوقائية دليل على وعي الكل بأهمية التعليم الحضوري وبعدم رغبة أي طرف كان في التسبب في أي انفلات صحي، قد يدفع الجميع ثمنه عبر إغلاق مؤقت أو دائم غال التكاليف.
وكما قال أحد التلاميذ، "لقد كنت أنا وأسرتي مرعوبين من فكرة التلقيح، لكن بمجرد أن تلقيت الجرعة الأولى زال الخوف والقلق، فلم تحصل لي أية مضاعفات ولا انعكسات ولم أشعر بأي شيء غير عادي. وأصدقائي أغلبهم ملقحون والباقي لهم موانع صحية".
تلميذة أخرى، أكدت بأن التعليم الحضوري في غاية الأهمية، وللإستمرار في الإستفادة منه "على الجميع أن يتعبأ ويحترم التدابير الإحترازية من تباعد وتعقيم وارتداء للكمامة وأخذ لجرعات التلقيح". ورفعت أكفها إلى الله بأن ننتصر في معركتا المصيرة على هذا الفيروس. وتمنت في الختام مسيرة تعليمية حضورية موفقة لجميع التلميذات والتلاميذ.