مديرية فاس ومركز إكليل يحتفيان بالمدرس في يومه العالمي: رسالة تقدير وعرفان
هشام التواتي
في جو يطبعه الاعتراف والعرفان، وبمناسبة اليوم العالمي للمدرس الذي يصادف 5 أكتوبر من كل سنة، نظّمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بفاس، بشراكة مع مركز إكليل الثقافي، نشاطاً احتفاليًا متميزًا يوم السبت 4 أكتوبر 2025، احتفاءً بمجموعة من نساء ورجال التعليم، وتقديرًا لمجهوداتهم التربوية والإدارية المتواصلة. هذا النشاط شكّل لحظة إنسانية نبيلة تم من خلالها تكريم مجموعة من الأطر التربوية والإدارية المقترحة من طرف المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية، في مبادرة ترسخ ثقافة الاعتراف بقيمة المدرّس، وتؤكد على أهمية الأدوار التي يضطلع بها داخل المجتمع والمدرسة على حد سواء.
وقد تضمن البرنامج جولة تعريفية بمرافق مركز إكليل، تلاها انخراط المشاركين والمشاركات في سلسلة من الورشات الفنية المتنوعة، شملت الموسيقى، والتصوير الفوتوغرافي، وورشات الكتاب والفنون التشكيلية، قبل أن تُختتم الفعالية بحفل تكريمي مؤثر عكس أجواء التقدير والاحترام التي حظي بها الأساتذة والأستاذات المحتفى بهم. ومما أضفى طابعًا خاصًا على هذا النشاط، حسن التنسيق والتنظيم الذي أشرف عليه الدكتور رشيد شاكري، المفتش التربوي بالمديرية الإقليمية بفاس، حيث تميزت الفقرات بالتناغم والسلاسة، مما أتاح للمشاركين فسحة للتعبير والتفاعل الإيجابي داخل فضاء ثقافي رحب.
ويُعدّ مركز إكليل الثقافي، الذي احتضن هذا الحدث، نموذجًا رائدًا في المشهد الثقافي بمدينة فاس، بما يوفره من فضاءات غنية ومتعددة، تجمع بين البعد المعرفي والإبداعي، كالمكتبة الوسائطية، وفضاء براي، وفضاء متعدد الوسائط، وملتقى القراء، وقاعة المحاضرات، وفضاء الناشئة وفضاء الأغورا. كما يتيح المركز خدمات متقدمة لفائدة زواره من مختلف الفئات العمرية، كإعارة الكتب، والاطلاع على الرصيد الوثائقي، والتكوين المستمر، والولوج المجاني للإنترنت، إلى جانب خدمات خاصة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، مما يجعل منه مركزًا مفتوحًا وشاملًا للتعلم والثقافة.
أما الورشات الفنية التي يحتضنها المركز، فهي تشكل مجالًا غنيًا للإبداع والتعلم، موجهة للأطفال واليافعين والكبار، وتشمل مجالات متعددة كالفنون التشكيلية، والموسيقى، والتصميم، والتصوير الفوتوغرافي، والمسرح، وتُؤطر بشكل احترافي يراعي التدرج في التعلم والتحفيز على التعبير الفني.
ولا يمكن الحديث عن نجاح هذه التظاهرة دون التنويه بالجهود الكبيرة التي بذلتها مديرة مركز إكليل الثقافي بفاس، التي وفرت كل شروط التنظيم المحكم والدعم اللوجستيكي، وجسدت روح التعاون الحقيقي بين المؤسسة الثقافية ومحيطها التربوي. كما يستحق طاقم المركز، بأطره الإدارية والتقنية، كل التقدير على المهنية العالية، وحسن الاستقبال، والانخراط الإيجابي في إنجاح مختلف فقرات البرنامج.
ويستحق مؤطرو مؤسستي التفتح للتربية والتكوين بفاس: مركز التفتح أم أيمن ومولاي يوسف، بدورهم تحية تقدير خاصة، على مواكبتهم الفعالة للورشات الفنية المبرمجة، حيث أبانوا عن كفاءة تربوية عالية في التأطير والتوجيه، مما أضفى على النشاط طابعًا بيداغوجيًا عميقًا، وجسّد أهمية حضور الفنون داخل المدرسة كرافعة أساسية لبناء شخصية المتعلم.
لقد عكس هذا النشاط الاحتفالي روح التعاون بين المؤسسات التربوية والثقافية، وجسّد بشكل ملموس أهمية الانفتاح على الفضاءات الثقافية لتعزيز مكانة المدرّس، وتحفيز الأطر التربوية على المزيد من العطاء. كما أكد على أن التكريم الحقيقي للمدرس لا يقتصر فقط على لحظة احتفالية عابرة، بل هو مسار متواصل من الاعتراف والدعم والاحترام داخل مجتمع يتطلع إلى مدرسة عمومية ذات جودة وإنصاف.













































