في لحظة وداع..الثانوية التأهيلية ابن عربي بفاس تشارك أستاذها حكيم أحمد أحزان الفراق

في لحظة وداع..الثانوية التأهيلية ابن عربي بفاس تشارك أستاذها حكيم أحمد أحزان الفراق

هشام التواتي

في أيامٍ تمر كالسحاب، وأخرى تنقشع ليُكشف عن جروح الفراغ، وقفت الثانوية التأهيلية ابن عربي بالمرجة بفاس، بكل أجنحتها الإدارية والتربوية والخدماتية، صفاً واحداً لتعزي أحد أعمدتها، الأستاذ "أحمد حكيم"، في وفاة شقيقه. جاءت الكلمات معبرة عن حزن مشترك، يحمل في طياته كل معاني الأخوة والوقوف إلى جوار من يمنحوننا من علمهم وحكمتهم طوال العام.

ففي رسالة تعزية موجعة، لكنها تحمل فيضاً من المشاعر الإنسانية النبيلة، كتب مدير  المؤسسة السيد نور الدين لقليعي: "على إثر وفاة أخ الأستاذ أحمد حكيم، تتقدم الأطر الإدارية والتربوية والخدماتية بالمؤسسة للأستاذ حكيم بالتعازي القلبية، راجين من الله عز وجل أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون".

هذه الكلمات ليست مجرد رسالة روتينية، بل هي بصمة إنسانية تؤكد أن بيئات العمل الناجحة هي تلك التي تتحول إلى عائلات كبيرة. عائلات تفرح لفرح أفرادها، وتحزن لحزنهم، وتقف معهم في أصعب اللحظات. فالفقدان، خاصة لمن هو قريب كالأخ، هو محطة قاسية تختبر فيها متانة العلاقات الإنسانية خارج إطار العمل الرسمي.

الأستاذ "أحمد حكيم"، الذي يُعرف بين زملائه وتلامذته بحسن خلقه وسعة صدره وعطائه المتواصل، يجد اليوم يداً تمتد له بالمواساة، وقلوباً تشاركه الألم. إنها رسالة واضحة له مفادها: "لست وحدك في هذا المصاب. نحن هنا معك، نشاركك الحزن، ونتقاسم معك عبء هذه اللحظة الصعبة".

وفي هذه الأوقات العصيبة، تبقى العقيدة الدينية والايمان بقضاء الله وقدره هما الملاذ الآمن، والمرتكز المتين الذي يستمد منهما الإنسان قوته وصبره.

لقد أرادت المؤسسة، من خلال هذه الوقفة، أن تقول للجميع أن قيم التكافل والتعاطف الإنساني هي أساس بناء المجتمعات القوية. فالعمل ليس مجرد جدران ومهام، بل هو علاقات إنسانية أولاً وأخيراً.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أخاه الأستاذ "أحمد حكيم" وأهل الفقيد وذويه الصبر والسلوان. إنها لدنيا لا تدوم لأحد، ولكن يبقى أثر الصالحين والعلم والمحبة التي يزرعها الإنسان في قلوب من حوله هو الخلود الحقيقي.