30 ألف تلميذ و100 مدرسة قروية : المغرب يطلق المرحلة الثانية من الأقسام المتصلة دير يديك لتعميم الرقمنة التعليمية

هشام التواتي
في خطوةٍ تَهدفُ إلى تَعْمِيمِ الولوجِ إلى التكنولوجيا الحديثة، وَقَّعَتْ وزارةُ التربيةِ الوطنيةِ والتعليمِ الأوليِّ والرياضةِ ومؤسسةُ المدى اتفاقيةً لِإطلاقِ المرحلةِ الثانيةِ من مَشروعِ "الأقسامِ المتصلة دير يديك"، الذي يَطْمَحُ إلى تَأْهيلِ أكثرَ من 30 ألف تلميذٍ وتلميذةٍ في 100 مدرسةٍ قرويةٍ بحلولِ عام 2026. وتأتي هذه المبادرةُ بعدَ النجاحِ الكبيرِ للمرحلةِ الأولى، التي استَفَادَ منها أكثرُ من 12 ألفَ تلميذٍ في ستٍّ مِنْ جهاتِ المملكة، مُعزِّزةً بذلكَ التوجُّهَ الوطنيَّ نحوَ تَحْويلِ الرقمنةِ إلى رافعةٍ للعدالةِ المجاليةِ والارتقاءِ بجودةِ التعلُّمِ في المناطقِ النائية.
وقّع السيد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والسيد حسن الورياغلي، رئيس مؤسسة المدى، يوم الأربعاء 4 يونيو 2025 بمدينة الفقيه بن صالح، اتفاقية شراكة تهدف إلى توسيع نطاق الولوج إلى التكنولوجيا الرقمية في المؤسسات التعليمية بالمناطق القروية. وجاءت هذه الخطوة في إطار تعزيز الجهود المشتركة لتحويل الرقمنة إلى رافعة حقيقية للتميز والارتقاء بالمنظومة التعليمية الوطنية، وذلك عبر إطلاق المرحلة الثانية من مشروع "الأقسام المتصلة دير يديك".
وشهد حفل التوقيع حضور عدد من الشخصيات البارزة في القطاع الخاص، منهم السيد عز الدين المنتصر بالله، الرئيس المدير العام لشركة إنوي، والسيد عماد التومي، الرئيس المدير العام لمجموعة مناجم، والسيد أيمن الطود، الرئيس المدير العام لشركة ناريفا، مما يؤكد انخراط القطاع الخاص في مبادرات المسؤولية الاجتماعية الهادفة إلى دعم التعليم.
وخلال زيارة رسمية لمدرسة أولاد عبدون بالفقيه بن صالح، أعلن الشركاء عن انطلاق المرحلة الثانية من هذا المشروع الطموح، الذي يهدف إلى تمكين التلاميذ من تطوير مهاراتهم عبر الأدوات الرقمية، وتوفير تعليم عصري ومبتكر. ويسعى المشروع إلى توسيع نطاق تأثيره ليشمل أعداداً أكبر من المستفيدين، حيث تعمل مؤسسة المدى بالتعاون مع الوزارة على تمكين أكثر من 30 ألف تلميذ من الاستفادة من هذه المبادرة بحلول عام 2026، وذلك عبر تجهيز أكثر من 100 مدرسة ابتدائية قروية منتشرة عبر جميع جهات المملكة.
ولا يقتصر المشروع على توفير المعدات الرقمية وربط المدارس بشبكة الإنترنت فحسب، بل يشمل أيضاً برامج تكوينية مكثفة موجهة لتطوير مهارات التلاميذ والأساتذة على حد سواء. ومن أبرز هذه البرامج مبادرة "قافلة البرمجة للجميع"، التي طورتها الوزارة لتأهيل الأساتذة في مجالات البرمجة والروبوتيك والذكاء الاصطناعي، تمهيداً لتمكينهم من تنظيم ورشات تعليمية متطورة لفائدة تلاميذ السلك الابتدائي. كما ستنظم جمعية "إنجاز المغرب" دورات تكوينية حول مواضيع مرتبطة بالاقتصاد المحري، وإدارة المقاولات، وتدبير الميزانية، وذلك في إطار إعداد الناشئة لمواكبة متطلبات الاقتصاد الحديث.
يذكر أن المرحلة الأولى من المشروع، التي أُطلقت في مارس 2024 بمبادرة من مؤسسة المدى وبدعم من شركاء مثل إنوي ومناجم وناريفا، قد مكنت من تجهيز 30 قسماً دراسياً في عدة مناطق مغربية، واستفاد منها أكثر من 12.200 تلميذ وتلميذة. وقد أسفرت هذه المرحلة عن نتائج إيجابية ملموسة، تمثلت في إدماج الرقمنة في العملية التعليمية، وتحسين جودة التكوين المقدم للتلاميذ، مما يعكس الأثر العميق لهذا المشروع في النهوض بجودة التعليم في المناطق القروية.
وبهذه الخطوة، تؤكد المملكة المغربية مجدداً التزامها الراسخ بتعزيز العدالة المجالية في الولوج إلى التعليم الرقمي، وتمكين الأجيال الصاعدة من أدوات العصر المعرفية، تماشياً مع الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة التربوية.