كلية الشريعة بفاس: الدكتوراه بميزة مشرف جدا للطالب الباحث رضوان طوبي
حصل الطالب الباحث رضوان طوبي، خلال شهر دجنبر2021، على الدكتوراه بميزة مشرف جدا في موضوع :"منهج الامام الطاهر بن عاشور في الاستدلال على الاحكام الفقهية من خلال تفسيره التحرير والتنوير" من جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الشريعة فاس.
وتكونت لجنة المناقشة من فضيلة الدكتور: حسن عزوزي مشرفا، وفضيلة الدكتور محمد لفريخي عضوا، وفضيلة الدكتور: عبد الله غازيوي عضوا، والفضيلة الدكتور: محمد والسو عضوا.
وعن سبب اختياره لموضوع الرسالة ذكر الباحث أنها تنقسم إلى قسمين:
أسباب موضوعية، وتتجلى فيما يلي:
- لأن الإمام ابن عاشور يعد من العلماء الأفذاذ، فقد تعددت معارفه وتنوعت جوانب شخصيته، فبرع في علوم كثيرة؛ من تفسير، وفقه، وحديث، وبلاغة، وقراءات وغيرها، وله مؤلفات كثيرة في شتى فروع العلم الشرعي، تميزت بدقة الاستنباط، وسعة الاطلاع، وعمق التفكير، وقوة الحجة، فأردت أن اطلع على منتوج هذا العالم الجهبذ.
- كونه رحمه الله قد شهد له أساطين العلم بدقته، وطول نفسه في تحرير المسائل وتنقيحها، وذلك من سمات التحقيق العلمي الفائق، الذي ينبغي العناية به، والمشي على دربه.
3 كونه معاصرا، وذلك يجعل من استدلالاته استدلالات علمية، وأحكاما فقهية عملية.
4 اهتمامه بالاستدلال بالأدلة الشرعية المتفق عليها والمختلف فيها على الأحكام الفقهية، وكذا اهتمامه بالقواعد الأصولية واللغوية.
5 جدة الموضوع؛ حيث لم يسبق أحد ـ فيما أعلم ـ إلى تحرير هذا الموضوع المهم ـ منهج الإمام الطاهر بن عاشورفي الاستدلال على الأحكام الفقهية ـ رغم كثرة الدراسات التي اهتمت بكتاب التحرير والتنوير، غير أنها لم تعط اهتماما كبيرا بالجانب الذي اختاره الباحث
أسباب ذاتية وتتجلى فيما يلي:
- كون الباحث من المهتمين بالبحث في علم التفسير والفقه وأصوله.
- حاجة الأمة في هذا العصر إلى مثل هذه البحوث، الكاشفة عن الأسس والقواعد التي تضبط الاجتهاد، والنظر، وعملية الاستدلال، والجامعة بين الدراسة النظرية التقعيدية، والدراسة التطبيقية، للاستفادة منها في معالجة قضايا العصر.
- ما يورثه التعامل مع الأدلة والقواعد الأصولية واستخراج الأحكام الفقهية من ملكة علمية، وفائدة عظيمة، تعين على فهم كلام القرآن ومعرفة تفسيره.
- محاولة الكشف عن استنباطات الإمام ابن عاشور المهمة، واستدلالاته الجديرة بالبحث والجمع والدراسة.
وأما عن إشكالية البحث فقد ذكر الباحث أنها تتحدد في التساؤل الآتي:
ما المنهج الذي سلكه الإمام ابن عاشور في استدلاله على الأحكام الفقهية؟ وتتفرع عن هذا الإشكالية جملة من التساؤلات:
1ـ ما هي الأدلة الشرعية التي استدل بها على الأحكام الفقهية؟
2ـ هل له منهج معين عند استدلاله على الأحكام الفقهية بتلك الأدلة؟
3ـ ما هي آليات الاستدلال التي اعتمد عليها؟
4ـ ما منهجه في الاستدلال بتلك الآليات؟
5ـ هل له ترجيحات مبنية على أصول وقواعد علمية من خلال استخراجه للأحكام الفقهية من الآيات القرآنية؟
6ـ ما هو المنهج الذي سلكه عند تعارض الأدلة الشرعية؟
وتهدف الدراسة يتابع الباحث إلى تحقيق الأهداف الآتية:
1ـ إبراز شخصية الإمام ابن عاشور في الاستدلال على الأحكام الفقهية، ومن ثم التعرف عن طريقته في الاستدلال على الأحكام الفقهية.
2ـ إبراز أثر ابن عاشور في خدمة الفقه والأصول والتفسير.
3ـ إثراء المكتبة التفسيرية والأصولية والفقهية؛ حيث إن هذه الدراسة تخدم العلماء وطلبة العلم، وتسهل عليهم الوقوف على جهود هذا العالم وإبراز مكانته في الاستدلال.
4ـ بيان المكانة الفقهية والأصولية للإمام ابن عاشور من خلال اعتنائه بهما أثناء تفسيره لكتاب الله عز وجل.
5ـ إظهار مدى استفادة الإمام ابن عاشور من القواعد الأصولية والأحكام الفقهية في مختلف المناحي التفسيرية.
6ـ تأصيل المسائل الفقهية، وذلك من خلال النصوص الشرعية والقواعد الأصولية، التي بنيت عليها تلك المسائل.
7ـ بيان المنهج الذي سار عليه الإمام ابن عاشور في استخراج الأحكام الفقهية، والاستدلال عليها، بهدف فهم القرآن من خلال كتابه ليتم تطبيقه على واقع الحياة.
وعن منهجه في إعداد الدراسة يخبر الباحث أنه اعتمد على:
- المنهج الاستقرائي: الذي اعتمده في تتبع واستقراء الأدلة الشرعية، والقواعد الأصولية، والترجيحات الفقهية، من كتاب التحرير والتنوير، وجمع شتاتها، وتنظيمها وترتيبها، وفهم السياقات المستدل بها، لاستنتاج معالم منهج الإمام ابن عاشور في الاستدلال بصفة عامة، والاستدلال بكل دليل شرعي، أو بالقواعد الأصولية بصفة خاصة.
- المنهج الوصفي التحليلي: والذي يقوم على وصف وتحليل الأدلة الشرعية، والقواعد الأصولية، والأحكام الفقهية، ومنهج الإمام ابن عاشور في استثمارها، عبر تطبيقات مختارة من استدلال ابن عاشور بتلك الأدلة والقواعد، بالتأصيل، والاستنباط، والتعليق، والاستنتاج.
واتبع في تحريره الخطوات التالية:
1 ـ تقسيم الدراسة إلى أبواب، وفصول، ومباحث، ومطالب، وفروع.
- التوثيق الدقيق المفصل على قدر الاستطاعة، لكل معطيات البحث، وذلك بذكر:
أ: اسم المؤلف، وبعده اسم الكتاب، ثم البيانات الخاصة به مرتبة كالآتي: المحقق، دار النشر، البلد، المطبعة، وسنة الطبع إن وجدت وإلا وضع مكانها بدون، ثم يختم بالجزء والصفحة، وأما إذا استعمل الكتاب ثانيا فإنه يكتفي بذكر المؤلف والكتاب، وفي حالة توالي الكتاب يشير إلى اسم المؤلف وبعدها يكتب المرجع نفسه، مع ذكر الجزء والصفحة.
ب: عزو جميع الآيات إلى سورها، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية برواية ورش عن نافع.
ج: تخريج الأحاديث الواردة في البحث، مبينا اسم المؤلف والكتاب والباب ورقم الحديث، فإن كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما قدمه، وإن لم يكن فيهما أو في أحدهما اجتهد في تخريجه من كتب السنة الأخرى.
د: عند نقل النص بالتلخيص يكتب في الهامش كلمة: بتصرف.
3 ـ كتابة الآيات بالرسم العثماني برواية ورش عن نافع.
4ـ استخراج الأدلة الشرعية، ودراسة منهج ابن عاشور في توظيف هذه الأدلة .
5ـ ذكر حكم الاحتجاج بهذه الأدلة.
6ـ استخراج القواعد الأصولية وبيان منهج استثمار الإمام ابن عاشور لها.
7ـ ذكر الأمثلة التطبيقية لمنهج الإمام ابن عاشور في الاستدلال بالدليل على الأحكام الفقهية، وذلك على النحو التالي:
أ: ذكر الحكم الفقهي وآراء الفقهاء فيه.
ب: وضع عنوانا لكل مسألة فقهية وحكم فقهي، مع ذكر وتخريج الآية موضع الاستدلال، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية في أسفل الصفحة، وكذا ذكر رقم الصفحة المشتملة على الحكم الفقهي في التحرير والتنوير، ويقوم بتخريج الآيات التي تاتي عرضا في ثنايا البحث؛ وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية، وتخريج الأحاديث الواردة في ثنايا البحث أيضا.
ج: قام ببيان مذهب العلماء في الحكم الفقهي، مع ذكر دليل كل إمام فيما ذهب إليه إن ذكره ابن عاشور.
8ـ ترجم لبعض الأعلام الواردة في البحث، واخترت البعض لكيلا يطول الأمر.
9ـ أعد الفهارس الفنية والعلمية تسهيلا للرجوع إلى القضايا التي عالجتها الرسالة ومصادرها ومراجعها.
10. وضع فهرسا للآيات، وفهرسا للأحاديث النبوية، ثم فهرسا للأعلام، يليه فهرس للمسائل الفقهية، وفهرسا للمصادر، وكذا فهرسا للمواضيع.
وسار في دراسته ــــ يضيف الباحث ـــ على خطة مرسومة مكونة من: مقدمة، وفصل تمهيدي، وبابين، وخاتمة.
المقدمة: خصصها للحديث عن إشكالية البحث، وحدوده، وأسباب اختيار الموضوع، وأهدافه، والدراسات السابقة، والمنهج المتبع في البحث، وصعوبات البحث، وخطة البحث.
الفصل التمهيدي: ويشتمل على التعريف بالإمام الطاهر بن عاشور. وبيان منهجه في تفسير التحرير والتنوير، وذلك في مبحثين، المبحث الأول: خصصته للتعريف بالإمام الطاهر بن عاشور.
والمبحث الثاني: خصصه لبيان منهج الإمام الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير .
ويتضمن الباب الأول: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال على الأحكام الفقهية ب"الأدلة الشرعية"في فصلين: الفصل الأول: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال على الأحكام الفقهية "بالأدلة المتفق عليها"، في أربعة مباحث.
تناول في المبحث الأول منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالقرآن الكريم
وفي المبحث الثاني: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالسنة النبوية
وفي المبحث الثالث: على منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالإجماع
وفي المبحث الرابع منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالقياس
وتناول في الفصل الثاني: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال على الأحكام الفقهية بالأدلة المختلف فيها، من خلال ثمانية مباحث: المبحث الأول: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بعمل أهل المدينة"
المبحث الثاني: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال "بقول الصحابي"
والمبحث الثالث: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال "بالاستحسان"
المبحث الرابع: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال "بسد الذرائع
المبحث الخامس: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال "بالاستصحاب "
المبحث السادس: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالعرف
المبحث السابع: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال "بالمصلحة"
المبحث الثامن: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال "بشرع من قبلنا"
وأما الباب الثاني: فخصصه لمنهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بدلالات الألفاظ، وفي الترجيح بين الأدلة.
الفصل الأول: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال ب"دلالات الألفاظ "على الأحكام الفقهية. ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالمنطوق
المبحث الثاني: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالمفهوم
المبحث الثالث: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالعام والخاص والمطلق والمقيد
المبحث الرابع: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالحقيقة والمجاز
المبحث الخامس: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الاستدلال بالأمر والنهي.
ويتضمن الفصل الثاني: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الترجيح بين الأدلة المتعارضة.
المبحث الأول: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في دفع التعارض بين الأدلة
المبحث الثاني: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الجمع بين الأدلة.
المبحث الثالث: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التعامل مع النسخ
المبحث الرابع: منهج الإمام الطاهر بن عاشور في الترجيح بين الأدلة.
الخاتمة: وذكر فيها الباحث أهم النتائج ويمكن اختارها في الآتي:
1.نشأ الإمام ابن عاشور في بيئة علمية أثرت فيه الأثر العظيم، ويتجلى ذلك من خلال تفسيره كثيرا، فتبحره في العلوم وخوضه في أعماق التفسير دليل واضح على ذلك.
ـ2 اهتم بآيات الأحكام كثيرا، فهو يخوض في تفسيرها مع بيان اختلاف الفقهاء في المسألة الفقهية الواردة، إلى جانب اهتمامه بالتعقيب على الآراء وبيان الراجح عنده.
3ـ يفسر آيات الأحكام عن طريق تفسير القرآن بالقرآن، أو تفسير القرآن بالسنة، أوتفسيرها بأقوال الصحابة وهكذا.
4ـ يكتفي أحيانا بذكر مذهبه دون بيان الإختلافات عند الأئمة؛ وهذا دليل اهتمامه بمذهبه الذي يعتنقه.
5ـ لم يتعصب لمذهبه المالكي، فهو أحيانا يرجح مذهبا آخر عندما يرى الأدلة المقنعة القوية لدى الآخرين. وقد يرد على مخالفي مذهبه المالكي ولكن ردوده في الغالب علمية خالية من التجريح.
ـ6 إطلاعه الواسع في الفقه، فنجده في بعض الأحيان ينقل أقوال الأئمة مع أقوال تلامذتهم واحدا واحدا، ويعزو كل قول إلى قائله.
7ـ يعتمد على أصول مذهبه من القرآن والسنة والإجماع والقياس وعمل أهل المدينة والعرف وغير ذلك من الأدلة الشرعية، إلا أنه لا يعتبر قول الصحابي ولا يجعل مذهبه حجة، وبالتالي يخالف أصحاب مذهبه في ذلك.
ـ8 إذا تعارضت الأدلة فإنه يسير فيها على الجمع أولا، أخذا بقاعدة: إعمال الدليلين أولى من إهمالهما أو إهمال أحدهما، فإن لم يمكن الجمع صار إلى النسخ بأن ينسخ المتأخر ا المتقدم، فإن لم يمكن صار إلى الترجيح بما يترجح به أحد الدليلين على الآخر.