ألف نعم للضرب بيد من حديد على كل مبتز جنسي للطالبات وألف لا لشيطنة واتهام الجميع بجامعتي محمد الأول بوجدة والحسن الأول بسطات

ألف نعم للضرب بيد من حديد على كل مبتز جنسي للطالبات وألف لا لشيطنة واتهام الجميع بجامعتي محمد الأول بوجدة والحسن الأول بسطات


نقطة إلى السطر

اهتز الرأي العام الوطني والدولي على وقع زلزال عنيف بقوة تسع درجات على سلم ريتشر هز أركان جامعة الحسن الأول بسطات، ولوث سمعة كليتها في العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية، وكلف عميدها منصبه ودفعه إلى الإستقالة. كما زج وراء القضبان، إلى غاية انتهاء التحقيق والمحاكمة، بمجموعة من الأساتذة الذين وردت أسماؤهم في محادثات واتسابية ساخنة، عنوانها الأبرز: الشطط في استعمال السلطة والإبتزاز الجنسي لتمكين بعض الطالبات من نقط مرتفعة في بعض المواد التي اجتزنها خلال فترة الإمتحانات.

بعدها ستهتز المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة على وقع فضيحة مماثلة بطلها أحد الأساتذة الذين تسربت محادثاته الواتسابية الساخنة مع إحدى الطالبات إلى مواقع التواصل الإجتماعي، فتحرك رئيس جامعة محمد الأول على الفور فأصدر بيانا أكد من خلاله بأن رئاسة الجامعة "لن تدخر أي مجهود لضمان حقوق أي طالبة من أجل توفير شروط الدراسة السليمة"، وتابع البيان بأن الجامعة بكافة مكوناتها "تستنكر هذا السلوك المشين، كما أنها تستنكر كل ما من شأنه أن يسيئ لسمعة الجامعة".

مباشرة بعد ذلك، سيتحرك وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار ليتخذ قرارات عملية حازمة وفورية تمثلت في توقيف الأستاذ موضوع الإتهامات من أجل التسريع بعرضه على أنظار مجلس تأديبي استعجالي، إضافة إلى إعفاء نائبة المدير من مهامها مع استفسارها بخصوص واقعة رفضها للشكايات المرتبطة بالتحرش الجنسي، وإعفاء الكاتب العام للمدرسة لعدم أهليته بالمسؤولية المنوطة به، مع مطالبة مدير المؤسسة بالإستقالة الفورية.

وأمام صدمة الرأي العام من هول ماتسرب بسطات ووجدة، وللسيطرة على حالة خوف الآباء والأمهات على بناتهم الطالبات، سارعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار إلى مطالبة الجامعات بتفعيل خلايا اليقظة والإنصات، فبادرت مجموعة من الجامعات إلى التفاعل الفوري مع مذكرة الوزير، فوضعت أرقاما خضراء للتبليغ وإيمايلات لوضع الشكايات ضد كل تحرش وابتزاز جنسي يمكن أن تتعرض له الطالبات.  

بالمقابل، لايمكن بأي حال من الأحوال بأن نضع البيض كله في سلة واحدة. "فالناس طوب وحجر" كما يقول المثل المغربي. ولايمكن أن نتصور بأن جميع أساتذة التعليم العالي بوجدة وسطات وبمختلف الجامعات المغربية ذئاب بشرية تنتظر أول فرصة للإنقضاض على الطالبات عبر ابتزازهن ومساومتهن جنسيا.

نعم هناك بعض المرضى والمنحرفين في الجامعات كما في جل القطاعات: عمومية كانت أو خصوصية. لكن هناك بجامعة محمد الأول بوجدة وبجامعة الحسن الأول بسطات، وبمختلف الجامعات المغربية، أساتذة شرفاء ونزيهون يتعاملون مع الطالبات أو مع أستاذات زميلات أو موظفات بمختلف المصالح بكل موضوعية ومهنية وتجرد يستحق الإشادة والتصفيق.

صحيح، فحينما تنفجر فضيحة بمثل هذا الحجم، يختلط الحابل بالنابل، فتتزعزع القناعات، وتصبح الأحكام جاهزة لإلصاقها بالكل، وتتحول النظرات الموجهة إلى الأساتذة الرجال إلى نظرات شك وريبة واتهام.

لكن الأكيد بأن الرأي العام المغربي يعلم يقينا بأن هاته الحالات التي ضبطت في بعض الجامعات تبقى حالات شاذة ومعزولة. والشاذ لا يقاس عليه. فجامعة محمد الأول بوجدة وجامعة الحسن الأول بسطات، كما باقي الجامعات المغربية، تزخران حتما بأساتذة من طينة الكبار، يقدرون المسؤولية الملقاة على عاتفهم ويتجنبون كل ما من شأنه إسقاطهم في أي شبهة من شبهات الإبتزاز بمختلف أنواعه.

فخلايا اليقظة والإنصات ووضع أرقام خضراء بمختلف المؤسسات الجامعية للتبليغ عن كل الممارسات المشينة التي يمكن أن تتعرض لها الطالبات أثناء مسارهن الجامعي ستردع لامحالة كل من ستوسس له نفسه مستقبلا العبث بمستقبل الطالبات أو مجرد محاولة العزف على وتر الجنس مقابل النقط.

فتحية احترام وتقدير لكل أستاذات وأساتذة التعليم العالي، بمختلف الجامعات المغربية، الذين كانوا ولايزالون وسيظلون مثالا يحتذى به في الإستقامة العلمية والنزاهة والمسؤولية. وتحية لرئاسة جامعة محمد الأول بوجدة على تفاعلها السريع مع الحدث وخروجها بالبلاغ الحازم والتضامني مع طالبات المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة. نقطة إلى السطر.