فاس تحتضن انطلاقة الموسم الدراسي 2025-2026 بحضور الوزير محمد سعد برادة

فاس تحتضن انطلاقة الموسم الدراسي 2025-2026 بحضور الوزير محمد سعد برادة

هشام التواتي

في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة التي باتت تحتلها جهة فاس-مكناس في هندسة الإصلاح التربوي الوطني، أشرف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، السيد محمد سعد برادة، مساء الإثنين 8 شتنبر 2025، على إعطاء الانطلاقة الفعلية للدراسة للموسم الدراسي 2025-2026 من مدينة فاس، في زيارة ميدانية حملت دلالات قوية، سواء من حيث الرمزية المؤسساتية أو من حيث السياق التربوي العام، الذي يتجه أكثر فأكثر نحو تكريس نموذج المدرسة العمومية ذات الجودة.

زيارة الوزير التي تمت تحت شعار “من أجل مدرسة الجودة”، شهدت حضور وفد رفيع المستوى من المصالح المركزية للوزارة، إلى جانب السيد فؤاد ارواضي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس-مكناس، والمدير الإقليمي لفاس، وعدد من رؤساء الأقسام والمصالح، فضلاً عن شركاء تربويين ومؤسساتيين وجمعويين، في تعبير واضح عن تلاقي الإرادة المركزية والجهوية لإنجاح هذا الدخول المدرسي وبلورة رؤية ميدانية للإصلاح.

وقد شملت المحطة الأولى من هذه الزيارة التفقدية مدرسة أحمد بوكماخ الابتدائية، التي فتحت أبوابها هذا الموسم في حي زواغة، كإضافة نوعية للعرض المدرسي العمومي، وضمن دينامية توسيع شبكة المؤسسات الرائدة على صعيد المديرية الإقليمية. وبهذا الافتتاح، تكون المؤسسة قد انخرطت منذ اللحظة الأولى في تفعيل أسس المدرسة المواطنة والجاذبة، من خلال تجهيزات حديثة، وأقسام التعليم الأولي، وفضاءات رياضية وترفيهية مهيأة لتوفير بيئة تعليمية دامجة.

وقد تم تقديم معطيات كمية ونوعية للسيد الوزير حول مؤشرات الدخول المدرسي على صعيد المديرية، ما أتاح له وللوفد المرافق الوقوف عن قرب على مستوى التعبئة التربوية واللوجستيكية، وكذا جاهزية الأطر الإدارية والتربوية لمواكبة الموسم الجديد في ظل الرهانات الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها تعزيز الإنصاف وتحقيق جودة التعلمات.

أما المحطة الثانية من الزيارة فقد قادت الوفد الوزاري إلى مدرسة عبد اللطيف اللعبي الابتدائية، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1945، والتي تمثل اليوم أحد النماذج المتميزة ضمن شبكة المؤسسات الرائدة وطنياً. وقد شكلت هذه المحطة مناسبة للوقوف على سير البرنامج البيداغوجي المعتمد داخل المؤسسة، وكذا تفقد المرافق التعليمية والورشات التفاعلية التي تنظم لفائدة التلاميذ، بما في ذلك فضاءات الدعم النفسي وورشات تصحيح النطق.

ولعل أبرز لحظة إنسانية عرفتها الزيارة كانت عند الولوج إلى الفضاء الخاص بالتلاميذ حاملي القوقعة، الذين يستفيدون من مواكبة تربوية وطبية في إطار اتفاقية شراكة بين المؤسسة وجمعية الأمل لحاملي القوقعة. وقد قدّم هؤلاء التلاميذ فقرات ترحيبية مؤثرة، عبّروا من خلالها عن قدرتهم على تجاوز تحديات الإعاقة والانخراط الكامل في الحياة المدرسية، ما يعكس نجاح نموذج الإدماج المعتمد داخل المؤسسات الرائدة ويؤكد فعالية الشراكة بين القطاع العمومي والمجتمع المدني.

الوزير استغل هذه المناسبة للتواصل المباشر مع الأطر الإدارية والتربوية، حيث عبّر عن تقديره العميق لانخراطهم الإيجابي ومسؤوليتهم العالية في تنفيذ البرامج الإصلاحية، مؤكداً أن تحقيق الجودة المنشودة يمر عبر التعبئة الجماعية واليقظة التربوية اليومية داخل الفصول الدراسية. كما أشاد بمستوى التنسيق بين مصالح الأكاديمية والمديرية الإقليمية، معتبراً أن النجاعة التربوية تبدأ من الميدان، وأن الانخراط الملموس للمؤسسات في رؤية الإصلاح هو ما يمنح المدرسة العمومية المغربية أسباب الاستمرارية والثقة.

وبهذا النفس، انطلقت السنة الدراسية 2025-2026 من فاس تحت عنوان واضح: مدرسة مغربية ذات جودة، منصفة، دامجة، ومرتكزة على النتائج. وهو عنوان لا يعكس فقط توجهات الوزارة، بل أيضاً دينامية جهوية بدأت تفرض نفسها كمختبر حقيقي لنموذج الإصلاح التربوي الجديد بالمملكة.