الثانوية الإعدادية الأدارسة تحتفل بالمسيرة الخضراء: انطلاقة مدرسية موحدة تكرس قيم الوطنية والانتماء

الثانوية الإعدادية الأدارسة تحتفل بالمسيرة الخضراء: انطلاقة مدرسية موحدة تكرس قيم الوطنية والانتماء

شهدت الثانوية الإعدادية "الأدارسة" بالمديرية الإقليمية بفاس بأكاديمية جهة فاس مكناس دخولاً مدرسياً سلساً مع بداية الموسم الدراسي الجديد 2024-2025، تميز بحضور مدير جديد أضفى حيوية وإشراقاً على سير المؤسسة. وقد انعكس هذا الحماس على جميع مكونات الثانوية الإعدادية من أطر إدارية وتربوية وتلاميذ، كما برز الانخراط الفعلي لجمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، الذين أبدوا تعاوناً كبيراً بهدف إنجاح هذا الموسم الدراسي، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة تعزز من جودة التعليم وتزرع قيم الانتماء والمسؤولية في نفوس التلاميذ.

وفي إطار الاحتفالات الوطنية بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، أبدعت الثانوية الإعدادية "الأدارسة" في تنظيم نشاط وطني متميز يعكس روح الوحدة والترابط بين مكونات المجتمع المدرسي. فقد شهد فضاء المؤسسة صبيحة يوم الجمعة 8 نونبر 2024 تجسيداً لمسيرة مصغرة، حمل خلالها التلاميذ الأعلام الوطنية والمصاحف، ورددوا الأغاني والأهازيج الوطنية، وهتفوا بشعارات تدعم الوحدة الترابية للمملكة وتخلد ذكرى هذا الحدث الوطني البارز في تاريخ المغرب. 

يُعدّ هذا النشاط التربوي ذو طابع رمزي ووطني عميق، حيث إنه يربط بين الحاضر والماضي، ويُحيي في أذهان التلاميذ ذاكرة المسيرة الخضراء التي كانت محطة تاريخية بارزة أكدت فيها الأمة المغربية وحدتها وإصرارها على استرجاع أراضيها بطريقة سلمية، تحت قيادة جلالة الملك الراحل الحسن الثاني. إن إحياء هذه الذكرى اليوم، بتفاصيلها ومعانيها، يسهم في ترسيخ قيم الوطنية والانتماء للوطن في نفوس الجيل الصاعد، ويغرس فيهم حب الوطن وتقدير تضحيات الأجداد الذين جاهدوا من أجل الحفاظ على وحدة الوطن.

كما يعكس هذا النشاط حالة من الوحدة والانسجام بين كل مكونات الثانوية الإعدادية "الأدارسة"، ويؤكد أهمية التعاون بين الأطر التربوية والإدارية وجمعية الآباء والأمهات لتحقيق أهداف تربوية سامية. فالمؤسسة التعليمية لا تقتصر فقط على تقديم المواد الدراسية، بل تتعدى ذلك إلى بناء شخصية متكاملة للتلميذ، عبر تنمية القيم الوطنية والاجتماعية. إن مثل هذه الأنشطة تسهم في غرس روح التضامن والتكافل بين التلاميذ، وتشجعهم على العمل الجماعي وحب الوطن.

وتأتي هذه المبادرة كجزء من الاستراتيجية التربوية التي اعتمدها المدير الجديد للمؤسسة، حيث يعمل على تفعيل دور المدرسة كمؤسسة مواطنة تعزز من ارتباط التلاميذ بوطنهم وتزرع فيهم الفخر بتاريخهم وهويتهم. بفضل جهود الجميع، استطاعت الثانوية الإعدادية "الأدارسة" أن تحقق انطلاقة مدرسية قوية ومميزة، تتسم بالسلاسة والالتزام، مما ينبئ بموسم دراسي حافل بالعطاءات والإنجازات الأكاديمية والتربوية.

في الختام، يُعتبر هذا الدخول المدرسي الناجح والنشاط الوطني المصغر خير دليل على أن الثانوية الإعدادية "الأدارسة" ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي فضاء تربوي يساهم في بناء مواطنين مسؤولين واعين بقضايا وطنهم، ومرتبطين بأرضهم وتراثهم.