واقعة إعدادية فاطمة الفهرية بفاس حدث شاذ والعلاقة بين أولياء الأمور والأساتذة كانت وستظل مميزة
تعرضت أستاذة للتعليم الثانوي الإعدادي بمؤسسة فاطمة الفهرية بعين أزليتن بفاس عشية يوم الأربعاء 26 يناير 2022 لانهيار عصبي نتيجة مشادة كلامية مع أحد أولياء أمور إحدى التلميذات.
وفور إغماء الأستاذة وإعلام رئيس المؤسسة بالواقعة تم إخبار المديرية الإقليمية بفاس والإتصال بالوقاية المدنية التي أرسلت على الفور سيارة للإسعاف نقلت الأستاذة إلى مستشفى الغساني لتلقي العلاج.
وقد تناسلت الروايات في شأن ظروف وحيثيات هاته الواقعة، فمنهم من قال بأن أب التلميذة قد اعتدى بالضرب والنطح على الأستاذة، بينما نفى آخرون واقعة الإعتداء الجسدي وأكدوا بأن الأمر لم يتعدى كونه احتقانا لفظيا ومشادة كلامية بين أب تلميذة وأستاذة.
الأستاذة من جهتها، وبمجرد خروجها من المستشفى توجهت إلى الدائرة الأمنية لوضع شكاية في الموضوع. والشرطة ستفتح تحقيقا لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث لمعرفة هل يتعلق الأمر حقا باعتداء جسدي بالضرب والجرح أم لا.
المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بفاس، حسب مصدر مطلع، أعربت عن أسفها لوقوع هذا الحادث، الذي يشكل في رأيها حالة شاذة ومعزولة، لأنه عبر التاريخ، فالأسرة والمدرسة يتكاملان ويتعاونان لما فيه مصلحة التلميذات والتلاميذ. فالعنف بكافة أشكاله مرفوض، والحوار والإحترام هو مدخل وأساس العلاقة التي من المفترض أن تسود بين الطرفين.
في المقابل، وحسب ذات المصدر، فإن المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بفاس تعتبر كرامة الأساتذة خطا أحمرا وبأنها لن تتساهل أمام كل من يتجرأ أو يحاول الإعتداء عليهم.
إحدى الأمهات من جهتها أكدت بأن إعدادية فاطمة الفهرية قد عرفت تحولا ملحوظا منذ تحمل مديرها الحالي ولطاقمه الإداري للمسؤولية بهاته المؤسسة. ولم تفوت الفرصة للتنويه بجدية الأطر التربوية وتفانيهم في عملهم وبتفهم الآباء والأمهات لظروف اشتغال الأساتذة وتقديرهم للظرفية العمرية الصعبة لأبنائهم وبناتهم في المستوى الثانوي الإعدادي.
أم أخرى لإحدى التلميذات اعتبرت بأن هاته الواقعة لايمكن بأي شكل من الأشكال أن تفسد جو الود والوئام الذي يجمع بين الآباء والأمهات من جهة وبين الأساتذة والأستاذات من جهة أخرى. وتمنت بأن يسود الحلم والتفهم والمسامحة جميع الأطراف. ودعت في الأخير الأساتذة والإدارة إلى تغليب منطق الصلح وإلى العفو عند المقدرة.
